الرئيسية ثقافة وفن “مهرجان الصويرة ..رسالة سلام وتعايش…من قلب المغرب”

“مهرجان الصويرة ..رسالة سلام وتعايش…من قلب المغرب”

كتبه كتب في 2 مارس 2024 - 20:38

م.النوري

في مدينة الصويرة، التي تعد مثالا حيا للتنوع الثقافي والتسامح الديني في المغرب، احتضنت الدورة الثانية للمهرجان الدولي “روح الثقافات”، الذي يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات. وقد شارك في هذا الحدث الفني والثقافي، الذي نظمته جمعية شباب الفن الأصيل للسماع وتراث الزاوية القادرية بالصويرة، بشراكة مع مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط، نخبة من الفنانين والمثقفين والباحثين من مختلف الجنسيات والانتماءات.
وقد حضر حفل الافتتاح، الذي أقيم بالفضاء التاريخي “بيت الذاكرة”، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، الذي ألقى كلمة ترحيبية، أكد فيها على أهمية هذا المهرجان كمنصة للتلاقح الثقافي والتبادل الفكري، مشيدا بالدور الرائد لمدينة الصويرة في تجسيد قيم التعايش والعيش المشترك بين مختلف الطوائف الدينية. وأضاف أن هذا المهرجان يعبر عن روح المغرب، الذي ينفتح على العالم بكل تنوعه وثرائه، ويحترم كل الهويات والتقاليد، ويدعم كل المبادرات التي تسهم في تعزيز السلام والتضامن والتنمية.
وقد شهد المهرجان مجموعة من الفعاليات الفنية والثقافية، التي تنوعت بين الندوات والموائد المستديرة والحفلات الموسيقية والاحتفالات الدينية، بمشاركة نحو 120 فنانا مسلما ويهوديا ومسيحيا، الذين أدوا معا أعمالا فنية تجمع بين السماع والموسيقى الصوفية والموسيقى اليهودية والموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الشعبية. وقد أبدى الجمهور، الذي توافد على مختلف فضاءات المهرجان، إعجابه وتفاعله مع هذه العروض الفنية، التي تعكس روح الانسجام والتآلف بين الفنانين من مختلف الخلفيات.
وقد كانت الندوات والموائد المستديرة، التي نظمت في إطار المهرجان، فرصة للتأمل والنقاش حول مواضيع متعلقة بالتنوع الثقافي والحوار بين الأديان والثقافات، والتحديات التي تواجهها في ظل الظروف العالمية الراهنة. وقد شارك في هذه الجلسات، التي تميزت بالمستوى العالي والتفاعل البناء، باحثون ومثقفون وخبراء من مختلف البلدان والمؤسسات، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمركز الدولي للحوار بين الأديان والثقافات والمركز الدولي للدراسات الإنسانية والاجتماعية والمركز الدولي للتسامح والسلام.
وقد اختتم المهرجان بحفل ختامي، تميز بتكريم المستشار أندري أزولاي، الذي تسلم درع المهرجان تقديرا لمساهمته الكبيرة في دعم الثقافة والفن والتعايش في المغرب وفي العالم. وقد ألقى السيد أزولاي كلمة شكر، أعرب فيها عن سعادته وفخره بهذا التكريم، مؤكدا على استمرار دعمه وتشجيعه لهذا المهرجان، الذي يعد رسالة سلام وتعايش من قلب المغرب إلى العالم.

مشاركة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *