الرئيسية أخبار جهوية رئيس جماعة سيدي بيبي بين سندان الوعود الانتخابية وإكراهات الواقع!!

رئيس جماعة سيدي بيبي بين سندان الوعود الانتخابية وإكراهات الواقع!!

كتبه كتب في 14 نونبر 2022 - 18:00

سعد الدين بنسيهمو 

سؤال طرحته ،كما طرحه العديد من ساكنة جماعة سيدي بيبي اقليم اشتوكة ايت باها ، إبان صراع السيد الرئيس ، من أجل نيل تكليف رئاسة جماعة سيدي بيبي :

ما الذي سيجده السيد الرئيس في تسيير جماعة تئن تحت وطأة العديد من الإكراهات، كجماعة سيدي بيبي ، ولم يجده في تسييره لمجموعة من القطاعات التي فشل في اخرجها من عنق الزجاجة الى حدود الساعة ؟؟.

كيف سيستطيع السيد الرئيس ، ان يفي بالوعود التي قطعها على نفسه أمام الناخبين قبل سنة ونيف ، ابان الحملة الانتخابية، والتي كلها كانت تلتقي تحت هذا العنوان العريض الرنان: التغيير؟ وهو تغيير: من ماذا؟ ولأجل ماذا؟ هل السيد الرئيس ، تشبع بما يكفي من مبادئ الممارسة السياسية خولت له امتلاك وصفة سحرية لتغيير هذا الواقع الذي ظل مستعصيا عن كل تطويع منذ عهد حزب الاستقلال الذي كان ينتمى اليه ، الى عهد الأحرار بزعامة زعيمهم ، أم أن الله خصه بكرامة من كرامات الاولياء الصالحين تهيئ له كل الطرق لتحويل الممكن الى اللاممكن؟ وهذه هي النقطة المهمة في سؤال التغيير هذا.

تخبرنا الادبيات السوسيولوجية أن الاحلام عندما لا تراعي شروط الواقع تصبح أوهاما، كما تخبرنا أن أشد خطر على حياة الناس هو أن نجعلهم يعيشون في الأوهام حتى يصبحوا يعتقدون انها هي الحقيقة ذاتها.

وبعيدا عن عسل الوهم وقريبا من مرارة الواقع، نجزم أن جماعة سيدي بيبي اقليم اشتوكة ايت باها، ظلت منذ سنوات وهي تعيش على سرير الاحتضار وأن العديد من الوصفات لم تستطع إنعاشها، والمسؤولية،هنا، نتحملها جميعا بين سياسي فاشل ومسؤول فاسد ومواطن خاضع او غير مبال. فتحولت من جماعة كانت رائدة في العقار والمصانع، ومن جماعة تتوافر على واجهات بحرية جميلة و من جماعة تحتضن مجموعة من الضيعات الفلاحية الشاسعة..، إلى جماعة ممسوخة لا هي بالمدينة و لا هي بالقرية، بل هي اندماج هجين بينهما.

لا يمكن لجماعة ان تحظى بتنمية حقيقية وكل مداخيلها تحصلها من عائدات الضريبة على القيمة المضافة، بمعنى آخر أنها تحصلها من صدقة وزارة الداخلية على الجماعات المعطوبة اقتصادا وتنمية. ولا يمكن لجماعة لا تتوفر على امتداد عقاري كما أن معظمه في ملكية اما الخواص او الأملاك المخزنية ” أراضي الجموع ” أن تحظى بتنمية حقيقية. لا يمكن لجماعة هربت منها الطرق ومعها المستثمرون وجل مؤسساتها الانتاجية أغلقت أبوابها وغادرت ليلا بدون رجعة وبلا أسف، ان تحظى بتنمية حقيقية. كما لا يمكن لأي جماعة ان تحظى بتنمية حقيقية وجل موظفي جماعتها عبارة عن متدربين ، دخلوها من باب الريع السياسي على حساب الكفاءة والتكوين الإداري الرصين. كما لا يمكن لأي جماعة أن تحظى بتنمية حقيقية وهي ضاربة في الترهل، حيث تبدو كعجوز شمطاء لا تتوفر على أي علامة جمال يمكن أن تغري المستثمر لتوظيف أمواله فيها. كما لا يمكن لأي جماعة أن تعرف تنمية حقيقية وكل الاوراش التي تعرفها يكون مصدرها إما المجلس الإقليمي او المبادرة الوطنية للتنمية البشرية…، و هي تنمية مفروضة عليها من الفوق أي من من يمول هذه المشاريع، اذ التنمية الحقيقية إنما يجب ان تنبع من الداخل كمطلب محلي ملح.

كل هذه العوامل تفيد ان طريق التنمية الحقيقية بسيدي بيبي ملئ بالأشواك والنتوءات، وكل سياسي سيرفع شعار التغيير والتنمية بسيدي بيبي سأصرخ في وجهه : انت مجرد دجال ومدع ومخادع، إذ طرق التنمية واحدة وواضحة.
ومن هذا المنطلق سألتمس العدر للسيد الرئيس ، الذي يبدو ان دخوله الحياة السياسية ونجاحه في استثمار الصراع بين مجموعة من الاحزاب السياسية ، اذا ما فشل في تحقيق ما وعد به الناخب يوم 8 شتنبر 2021، فللواقع إكراهاته التي ستعري عن الحماس السياسي الزائد لسيد السيد الرئيس، لكن هذا لا يطعن في غيرته وحبه لجماعة سيدي بيبي .

وبدل ذلك إني اراهن على هذه الغيرة ونيته الطيبة والتي ستجعله ألا يستسلم امام مثبطات الواقع والا يدخر جهدا ليخرج الجماعة من هذا الواقع المتردي إلى رحاب التنمية الحقة التي تجعل من التعمير أهم تحدياتها والقضاء على آفة البناء العشوائي ، بالاضافة للبطالة والفراغ التي تنخر حياة الشباب . واولى طرق النجاح في هذا التحدي، هو إقامة علاقة تقوم على الاحترام لمكونات المعارضة والانفتاح بشكل إيجابي على اقتراحاتها وليس في ذلك اية عقدة نقص. ثاني هذه الطرق، هو الانفتاح على كل برلمانيي الإقليم للاستفادة من دفاعهم على مصلحة الإقليم ومعه مصلحة الجماعة .
وثالث هذه الطرق، هو إقامة علاقة طيبة مع السيد العامل والكاتب العام وقسم المبادرة ، وأن يتحرر من عقدة “موظف العمالة ” في تعامله معهم وأن يتمتع بفضيلة الانصات والالحاح في تحقيق مطالب التنمية للجماعة .

ورابع هذه الطرق الا يكون مجرد كومبارس زرع قسرا في رئاسة جماعة سيدي بيبي لتحقيق مصالح الكبار ودفعه الى ارتكاب بعض التجاوزات الخطيرة،ومنها تسلم رقاب اصدقاء الأمس، وبدل ذلك ان يمارس سلطته بكامل الصرامة والاستقلالية ، دون فتح الطريق امام الانتهازين الذين يترقبون ، الفرصة السانحة لرجوع الى مقاعدهم التي فقدوها في الاستحقاقات الماضية .

سيدي الرئيس موظف العمالة ، هذه هي “عصيدة” تسيير جماعة سيدي بيبي، وأتمنى من الله أن تسلم يديكم من الاحتراق فيها، لأنها عصيدة شديدة السخونة وثقيلة لدرجة الملل حتى لا نضيف لمتحف الإعاقة السياسي الجماعي بسيدي بيبي إعاقة جديدة.

مشاركة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *