الرئيسية أخبار وطنية بعد زيارة الوالي أمزازي .. هل يعلم بأن المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني تحوّل إلى “مقبرة”؟

بعد زيارة الوالي أمزازي .. هل يعلم بأن المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني تحوّل إلى “مقبرة”؟

كتبه كتب في 28 نونبر 2023 - 15:57

 

سار المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثان بأكادير، أكبر مستشفى عمومي في جنوب المغرب، مقبرة للمرضى والمرتفقين، في مرفق لم يتّعظ بعد مما حلّ بالمغرب في زمن كرونا، وتعاقب على تدبيره عدد من المسؤولين، لم ينفع معه علاج من ورم المواعيد المتأخرة، والآليات المعطلة،والاستقالات المتراكمة للأطباء، وتوقيفات وإعفاءات، لم تغير من واقع حال مستشفى عمومي، اضطر المواطن لهجرانه، والفرار بجلده نحو القطاع الخصوصي.

وبرأي مراقبين، فإنه رغم الإعفاءات المتراكمة والمتراكبة لعدد من المسؤولين، مدير جهوي ومدير إقليمي ومدير المستشفى، فإن من وراء كل تعيين، لم يتغير حال خدمات قطاع الصحة العمومية في أكبر مستشفى عمومي بجنوب المغرب، الذي يراهن عليه المواطن، في خدماته، ولم تنفع معها لجن التفتيش التي أوفدت منذ عهد الوزير السابق الوردي، والوزير الحالي أيت الطالب، خلال الولايتين الحكوميتين السابقة والحالية.

ولم تشفع احتجاجات المواطنين والفاعليات الجمعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذي ضاقوا ذرعا مما يحصل بهاته المنشأة الصحية التي يفد عليها مرضى من طاطا، ومن كلميم، ومن اشتوكة أيت باها، ومن تيزنيت، ومن إنزكان، ومن تارودانت، فضلا عن أكادير إداوتنان.

الأزمة عنوان الحالة

هل يكفي فعلا أن نصف واقع حال القطاع الصحي بجهة سوس بأنه مأزوم؟ ألا يستحق كل هذا العبث والخصاص والاستهتار والإهمال وهلم فضائح أن نبحث عن وصف أكثر شراسة لهذا الوضع الصحي المتردي المفروض على رقاب ساكنة سوس؟ مهما كان الوصف فإنالحال لن يرتفع، لنكتفي إذن بتوصيف الأمر بأنه تعبير عن أزمة حقيقية يعيشها القطاع، هل هي أزمة تدبير أم أزمة تجهيزات أم أزمة أشياءأخرى؟ بعبارة واضحة، إنها أزمة ضمير في المقام الأول.

أزمة ضمير يمكننا أن نلمسها حينما نرى نساء في مستشفى الحسن الثاني يفترشن الأرض بأقسام الولادة وهن في حالة مخاض ودون رعاية. يسمون ذلك في القضاء بالإهمال وعند عديمي الضمير بضعف الرعاية الصحية للمرضى.

أما عن غياب وسائل النظافة داخل المراقد وبالممرات، والمراحيض وأقسام الجراحة، بشكل مثير للتقزز، فحدث ولا حرج. أصلا “الوجهالمشروك ما عمرو يكون نظيف” كما يقال. نقول الوجه المشروك هنا على اعتبار أن مستشفياتنا العمومية هي أصلا ملك مشترك لكل المغاربة،يسمونها بلغة الإدارة بالمرفق العام. البنايات بدورها في الأغلب الأعم، هي بنايات قديمة ومتهالكة وغير صالحة للتطبيب وإيواء المرضى.

فهل ستنفع زيارة الوالي سعيد أمزازي إلى المركز الاستشفائي الجمعة 24 نونبر 2023 لإزالة الغبش أم ستزكي واقع حال يمرض الزائر قبل المريض الذي يطلب الله ليل نهار أن لا تسعفه الأحوال، ويفرّ بجلده من مستشفى تحول إلى “أكبر مقبرة “، بدل أن يكون “أكبر مستشفى جهوي”.

مشاركة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *