العمل الحكومي.. بين الخطاب والواقع
بقلم : م.النوري
في منتصف الولاية الحكومية، قدم رئيس الحكومة عزيز أخنوش حصيلة إيجابية عن أداء حكومته وأغلبيته البرلمانية، مؤكدا على الإنجازات التي تحققت في مجالات الدولة الاجتماعية والاستثمار والنمو الاقتصادي. ولكن هل يتوافق هذا الخطاب مع الواقع الذي يعيشه المغاربة؟
يبدو أن الحكومة تعاني من عجز في تحقيق وعودها الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بالتشغيل والتقاعد. فبينما تعهد أخنوش بخلق مليون منصب شغل خلال الولاية الحالية، تشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات قياسية، بلغت 13 في المئة في سنة 2023، ما يعني أن عدد العاطلين عن العمل زاد بنحو 138 ألف شخص في سنة واحدة. وهذا يدل على فشل الحكومة في تحفيز الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب والنساء والخريجين.
كما أن الحكومة لم تتمكن من إصلاح نظام التقاعد، الذي يواجه خطر الانهيار في ظل العجز المالي والتحديات الديموغرافية. ورغم أن أخنوش أعلن أن هذا الملف هو من أولوياته، إلا أنه لم يقدم أي مقترحات جدية أو حلول عملية لضمان استدامة النظام وتحسين ظروف المتقاعدين. وهذا يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الضرورية لتحديث الدولة وتحقيق التنمية الشاملة.
لذلك، يمكن القول إن الحكومة تعيش في عالم افتراضي، بعيد عن مشاكل ومطالب المواطنين. ويبقى الخطاب الحكومي مجرد كلمات لا تترجم إلى حقائق ملموسة. وعلى الحكومة أن تتخلى عن النفسية والتباهي، وأن تتحمل مسؤولياتها وأن تعمل بجدية وشفافية لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
