م.النوري
تقبع مدينة الكويرة، المدينة الغائبة عن الأنظار، والمهجورة والتي تحكي قصص عصور مضت.
وتقع الكويرة في إقليم أوسرد بجهة الداخلة وادي الذهب، محاطة بالمحيط الأطلسي من الغرب ومدينة نواذيبو الموريتانية من الشرق.
يعد تاريخ مدينة الكويرة التي تأسست ،يومه 30 نوفمبر 1920، خلال فترة الاستعمار الإسباني، حيث كانت تعج بالحياة والنشاط.
وكانت بها أهم المؤسسات من مدرسة، مستوصف، مركز بريد، كنيسة، وبنك، وكذلك مطار بمدرج غير معبد وميناء لربطها بجزر الكناري.
ولكن، بعد مغادرة الإسبان للصحراء وتوقيع اتفاقية مدريد في 1975، تغير مصير الكويرة، حيث تم تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا.
اليوم، الكويرة خالية تمامًا من السكان، تتكون من بنايات قديمة تعود لفترة الاستعمار الإسباني. حيث تشير الإحصائيات القديمة إلى أنها كانت تضم حوالي 250 أوروبي وأكثر من 1600 صحراوي من قبائل مختلفة ،ومع ذلك، الصراعات المسلحة والتغيرات السياسية أدت إلى الهجرة منها.
على الرغم من هجرة أهم سكانها، تزخر الكويرة بمؤهلات طبيعية وسياحية كبيرة. تحيط بها شواطئ المحيط الأطلسي وتتمتع بمناظر طبيعية خلابة قد تجذب السياح المحبين للطبيعة والهدوء.
ولكن، نظرًا لعدم وجود سلطة أو سيادة فعلية عليها، تظل هذه المؤهلات دون استغلال يذكر.
تقف الكويرة اليوم كشاهد على تاريخ طويل ومعقد، وتحمل في طياتها إمكانيات كبيرة قد تعيد لها بريقها إذا ما تم استثمارها بشكل صحيح ،ولعل الوقت قد حان لإعادة اكتشاف هذه الجوهرة المنسية وإحياء ماضيها العريق.